رودان "المفكر".
ما هو الإنسان الاقتصادي؟
هومو إيكونوميكوس هو تجريد نظري يستخدمه بعض الاقتصاديين لوصف الإنسان العقلاني. في بعض النظريات الاقتصادية النيوكلاسيكية، يتم تصوير الناس بهذه الطريقة: كصانعي قرارات مثاليين يتمتعون بعقلانية كاملة، ووصول مثالي إلى المعلومات، وأهداف متسقة ومبنية على المصلحة الذاتية.
النقاط الرئيسية
- الإنسان الاقتصادي هو تجريد نظري يستخدمه بعض الاقتصاديين لوصف الإنسان العقلاني.
- في بعض النظريات الاقتصادية النيوكلاسيكية، يتم تصوير الناس بهذه الطريقة: كصانعي قرارات مثاليين يتمتعون بعقلانية كاملة، ووصول مثالي إلى المعلومات، وأهداف متسقة ومبنية على المصلحة الذاتية.
- ومع ذلك، أظهر الاقتصاديون السلوكيون الحديثون والذين يدرسون الاقتصاد العصبي أن البشر في الواقع ليسوا عقلانيين في اتخاذ قراراتهم.
- تعود أصول مفهوم "الإنسان الاقتصادي" إلى مقال حول الاقتصاد السياسي كتبه الموظف المدني والفيلسوف والاقتصادي السياسي الإنجليزي جون ستيوارت ميل في عام 1836.
- يجب أن تملي العقلانية على رجل الأعمال العقلاني استخدام الأرباح من عمله للعيش بطريقة مقتصدة إلى حد ما، ولكن هذا ليس الحال دائمًا.
فهم الإنسان الاقتصادي (Homo Economicus)
هومو إيكونوميكوس، أو الإنسان الاقتصادي، هو الإنسان المجازي الذي يتميز بالقدرة اللامتناهية على اتخاذ القرارات العقلانية. وقد اعتمدت بعض النماذج الاقتصادية تقليديًا على افتراض أن البشر عقلانيون وسيحاولون تعظيم منفعتهم سواء كانت مكاسب مالية أو غير مالية.
لقد أظهر الاقتصاديون السلوكيون الحديثون والذين يدرسون الاقتصاد العصبي أن البشر في الواقع ليسوا عقلانيين في اتخاذ قراراتهم. يجادلون بأن موضوعًا "أكثر إنسانية" (يقوم باتخاذ قرارات غير عقلانية يمكن التنبؤ بها إلى حد ما) سيكون أداة أكثر دقة لنمذجة السلوك البشري.
أصول الإنسان الاقتصادي
تعود أصول مفهوم "الإنسان الاقتصادي" إلى مقال حول الاقتصاد السياسي كتبه الموظف المدني والفيلسوف والاقتصادي السياسي الإنجليزي جون ستيوارت ميل في عام 1836. حاول المقال، الذي كان بعنوان حول تعريف الاقتصاد السياسي والطريقة المناسبة للتحقيق فيه، تحديد خصائص للمواضيع التي يتم النظر فيها في هذا المجال الجديد.
كان موضوع ميل هو "كائن يرغب في امتلاك الثروة، وقادر على الحكم على الفعالية النسبية للوسائل لتحقيق هذا الهدف." وذكر أن الاقتصاد السياسي يجرد الدوافع البشرية الأخرى، باستثناء تلك التي تساعد الكائن الافتراضي في سعيه للحصول على الثروة.
يُعتبر الرفاهية جزءًا من رغبات الإنسان، تمامًا مثل إنجاب الأطفال. كما أن أذواق وميول الإنسان الاقتصادي تنتقل من جيل إلى آخر، وفقًا لما ذكره ميل. في نموذج ميل، قد يكون للوالد الذي لديه ميل للرفاهية أطفال يمتلكون ميولًا مشابهة.
تعريف سمات الإنسان الاقتصادي
الصفة الأهم للإنسان الاقتصادي (homo economicus) هي أنه يهتم، في المقام الأول، بتعظيم الربح. والأهم من ذلك، أنه دائمًا قادر على اتخاذ القرارات التي تسمح له بتحقيق هذا الهدف بأكثر الطرق كفاءة. إذا كان مستهلكًا، فإن الهدف الأساسي للإنسان الاقتصادي هو تعظيم المنفعة؛ وإذا كان منتجًا، فإن هدفه الأساسي هو الربح.
بالإضافة إلى تعظيم الربح، هناك عدة سمات أخرى تحدد شخصية الإنسان الاقتصادي. تشمل هذه السمات العقلانية المثالية، والقدرة الإدراكية غير المحدودة، والمعلومات الكاملة، والمصلحة الذاتية الضيقة، وثبات التفضيلات.
اتخاذ القرارات لدى الإنسان الاقتصادي (homo economicus) يكون عقلانيًا تمامًا ولا يتأثر بأي تحيزات شخصية. كما أن الإنسان الاقتصادي يمتلك قدرة معرفية غير محدودة ويمكنه معالجة أي كمية من المعلومات، بغض النظر عن كميتها أو جودتها أو تعقيدها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإنسان الاقتصادي لديه وصول إلى جميع المعلومات ذات الصلة التي تتعلق بالقرارات التي يجب عليه اتخاذها.
يمتلك الإنسان الاقتصادي (homo economicus) مصلحة ذاتية ضيقة؛ فهم يهتمون فقط بمساعدة أنفسهم. وأخيرًا، تظل تفضيلات وأهداف الإنسان الاقتصادي ثابتة على مر الزمن.
الإنسان الاقتصادي اليوم
يُعتبر الإنسان الاقتصادي (homo economicus) حجر الزاوية في نهج الاقتصاد النيوكلاسيكي، خاصة في الاقتصاد الجزئي. في الاقتصاد الحديث، تستند النظرية النيوكلاسيكية إلى ثلاثة افتراضات: اتخاذ قرارات عقلانية، تعظيم المنفعة، وتوجه قائم على المصلحة الذاتية.
يفترض هذا أن الأفراد واعون باتخاذ القرارات بناءً على مصلحتهم الشخصية، وأن لديهم معلومات كاملة وذات صلة تمكنهم من إجراء حسابات عقلانية تزيد من المنفعة، وأن الهدف الأساسي للشركات هو تعظيم الأرباح وللأفراد تعظيم المنفعة.
تقوم الشركات بتحقيق ذلك من خلال زيادة عدد العاملين لديها حتى تصل إلى نقطة يتوازن فيها قيمة الإنتاج مع التكلفة الإضافية لتوظيف العمال. يحاول المستهلكون تحقيق أقصى قدر من المنفعة من خلال دفع ثمن السلع والخدمات حتى النقطة التي يتوازن فيها المبلغ المدفوع مع الرضا المكتسب من وحدة إضافية.
قيود الإنسان الاقتصادي
لقد أثبت التاريخ والأزمات الاقتصادية المختلفة على مر السنين أن نظرية الإنسان الاقتصادي نظرية معيبة. قام دانيال كانيمان، وهو عالم نفس إسرائيلي-أمريكي وحائز على جائزة نوبل، وعموس تفيرسكي، وهو خبير رائد في الحكم واتخاذ القرارات البشرية، بتأسيس مجال الاقتصاد السلوكي من خلال ورقتهم البحثية عام 1979 بعنوان "نظرية الاحتمالات: تحليل القرار تحت المخاطر."
قام كاهنمان وتفيرسكي بدراسة تجنب المخاطر لدى البشر، ووجدوا أن مواقف الناس تجاه المخاطر المرتبطة بالمكاسب تختلف عن تلك المتعلقة بالخسائر. يُعتبر مفهوم "الإنسان الاقتصادي" والفكرة القائلة بأن البشر يتصرفون دائمًا بعقلانية، موضع تحدٍ بسبب تجنب المخاطر. على سبيل المثال، وجد كاهنمان وتفيرسكي أنه إذا تم إعطاء الناس خيارًا بين الحصول على 1000 دولار بالتأكيد أو الحصول على فرصة بنسبة 50% للحصول على 2500 دولار، فإن الناس يميلون أكثر لقبول الـ 1000 دولار.
نماذج أخرى لاتخاذ القرار البشري
نظرًا لوجود العديد من الانتقادات لنموذج الإنسان الاقتصادي (homo economicus)، فقد تم اقتراح نماذج بديلة لاتخاذ القرارات البشرية على مر السنين. إليك بعضًا منها:
الإنسان المتبادل: الإنسان المتبادل هو الشخص الذي يكافئ الأفعال الإيجابية ويعاقب الأفعال السلبية.
الإنسان السياسي: الإنسان السياسي هو الشخص الذي يتصرف دائمًا بطريقة تتماشى مع ما هو أفضل للمجتمع.
الإنسان الاجتماعي (Homo sociologicus): الإنسان الاجتماعي هو شخص ليس دائمًا عقلانيًا بشكل مثالي لأنه يتأثر بالمجتمع؛ يسعى لتحقيق دوره في المجتمع ولكنه يتأثر أيضًا بالقوى الاجتماعية.
من المهم أن نتذكر أن هذه النماذج ليست متعارضة بشكل مطلق. على سبيل المثال، بينما قد يتصرف الشخص مثل "homo reciprocans" في موقف معين، قد يتصرف مثل "homo politicus" في موقف مختلف.
مثال على الإنسان الاقتصادي (Homo Economicus)
المثال الأكثر شيوعًا الذي يُقدَّم عن الإنسان الاقتصادي هو مثال رجل الأعمال.
يسعى رجل الأعمال إلى تحقيق الأرباح من كل معاملة وقرار. على سبيل المثال، قد يقوم بأتمتة العمليات وتسريح العمال من أجل زيادة الإنتاجية إلى أقصى حد. وبالمثل، قد يتخلص من الأجزاء غير المربحة من أعماله للتركيز على تلك التي تولد الأرباح.
يجلب الإنسان الاقتصادي نفس العقلانية إلى تعاملاته في مجالات أخرى من الحياة. لكن النظرية تقصر في تفسير المنطق وراء بعض القرارات التي تبدو غير عقلانية. على سبيل المثال، يجب أن تملي العقلانية على رجل الأعمال العقلاني استخدام أرباحه من عمله للعيش بطريقة مقتصدة إلى حد ما. لكن هذا ليس هو الحال دائمًا. انتشار السلع الفاخرة والأعمال الخيرية هما دحض مباشر للنظرية.
الأسئلة الشائعة حول الإنسان الاقتصادي
كيف يتناقض مفهوم الإنسان الاقتصادي مع آراء آدم سميث؟
تم تقديم فكرة الإنسان الاقتصادي "homo economicus" بواسطة جون ستيوارت ميل في القرن التاسع عشر في مقال حول الاقتصاد السياسي. كانت نظرية ميل امتدادًا لأفكار أخرى اقترحها اقتصاديون مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو، الذين رأوا أيضًا أن البشر هم في الأساس وكلاء اقتصاديون يسعون لتحقيق مصالحهم الذاتية.
وصف سميث البشر بأنهم مدفوعون بالمصلحة الذاتية الاقتصادية والسعي لتحقيق أقصى قدر من المتعة. كما وصف الفاعل البشري بأنه عقلاني مع وجود مصلحة ذاتية أساسية في السعي وراء الثروة.
كيف يرتبط مفهوم الإنسان الاقتصادي (Homo Economicus) بالعقلانية الأداتية؟
العقلانية الأداتية هي طريقة في التفكير تهتم بأكثر الطرق كفاءة لتحقيق هدف معين. يمكن مقارنة العقلانية الأداتية بالعقلانية القيمية، التي تعترف فقط بالأهداف التي تعتبر صحيحة أو مشروعة في حد ذاتها. كان عالم الاجتماع ماكس فيبر أول من لاحظ هاتين القدرتين ووصفهما بهذه الطريقة. بعض التوصيفات تصوّر الإنسان الاقتصادي كفاعل عقلاني تمامًا، ولكنه غير أخلاقي. وبهذه الطريقة، يمكن القول إن الإنسان الاقتصادي يتصرف بطريقة تتماشى مع العقلانية الأداتية.
هل الإنسان الاقتصادي جزء من الاقتصاد السلوكي؟
تحدي الاقتصاد السلوكي النظرة التقليدية للإنسان الاقتصادي (homo economicus). يحاول الاقتصاد السلوكي فهم كيف تؤثر العوامل النفسية على القرارات الاقتصادية. وفقًا للاقتصاديين السلوكيين، فإن البشر ليسوا عقلانيين بأي شكل من الأشكال.
ليس الأفراد دائمًا مهتمين بمصالحهم الشخصية فقط، بل إنهم أيضًا لا يهتمون دائمًا بتعظيم الفوائد وتقليل التكاليف. تحدث معظم عمليات اتخاذ القرار مع نقص في المعرفة والقدرة على المعالجة، وأحيانًا نفتقر إلى ضبط النفس للانخراط في سلوكيات تهدف إلى المصلحة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، تتغير تفضيلاتنا، غالبًا استجابة للسياق الذي يتم فيه اتخاذ القرار. لهذا السبب، فإن التجريد النظري للـ "homo economicus" غير متوافق مع بعض المعتقدات الأساسية للاقتصاد السلوكي.