كيف تعمل مبادرة الحزام والطريق (OBOR) في الصين وأهدافها

كيف تعمل مبادرة الحزام والطريق (OBOR) في الصين وأهدافها

(مبادرة الحزام والطريق : One Belt One Road (OBOR))

ما هو مبادرة الحزام والطريق (OBOR)؟

مبادرة الحزام والطريق (One Belt One Road - OBOR)، التي ابتكرها الرئيس الصيني شي جين بينغ، هي مشروع طموح للتنمية الاقتصادية والتجارية يركز على تحسين الاتصال والتعاون بين العديد من الدول المنتشرة عبر قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقد أطلق عليها السلطات الصينية اسم "مشروع القرن"، حيث تمتد OBOR عبر حوالي 78 دولة.

النقاط الرئيسية

  • مشروع OBOR يركز على تحسين الاتصال والتعاون بين العديد من الدول في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
  • توسع نطاق مبادرة الحزام والطريق (OBOR) على مر السنين ليشمل أراضٍ جديدة ومبادرات تنموية.
  • تدعم قيرغيزستان وطاجيكستان مبادرة الحزام والطريق (OBOR) بفضل الاستثمارات الضخمة من الصين في مشاريع النقل المحلية في هاتين الدولتين.

كيف تعمل مبادرة الحزام والطريق

أُعلن عن المشروع في البداية في عام 2013 بهدف استعادة طريق الحرير القديم الذي كان يربط بين آسيا وأوروبا. وقد توسع نطاق المشروع على مر السنين ليشمل أراضٍ جديدة ومبادرات تنموية. يُعرف المشروع أيضًا بمبادرة الحزام والطريق (BRI)، ويتضمن بناء شبكة كبيرة من الطرق والسكك الحديدية والموانئ البحرية وشبكات الطاقة وخطوط أنابيب النفط والغاز والمشاريع التحتية المرتبطة بها.

يغطي المشروع جزئين. الأول يُطلق عليه "حزام طريق الحرير الاقتصادي"، وهو يعتمد بشكل أساسي على البر ومن المتوقع أن يربط الصين بآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وأوروبا الغربية. أما الجزء الثاني فيُطلق عليه "طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، وهو يعتمد على البحر ومن المتوقع أن يربط الساحل الجنوبي للصين بالبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى. الأسماء قد تكون مربكة حيث أن "الحزام" هو في الواقع شبكة من الطرق، بينما "الطريق" هو مسار بحري.

تحتوي على الممرات الاقتصادية الستة التالية:

  1. الجسر البري الأوراسي الجديد، الذي يربط غرب الصين بغرب روسيا
  2. الممر الصيني-المنغولي-الروسي، الذي يربط شمال الصين بشرق روسيا عبر منغوليا.
  3. ممر الصين-آسيا الوسطى-آسيا الغربية، الذي يربط غرب الصين بتركيا عبر آسيا الوسطى والغربية
  4. ممر الصين-شبه جزيرة الهند الصينية، الذي يربط جنوب الصين بسنغافورة عبر الهند الصينية.
  5. الممر الصيني الباكستاني، الذي يربط جنوب غرب الصين عبر باكستان بمسارات بحر العرب.
  6. ممر بنغلاديش-الصين-الهند-ميانمار، الذي يربط جنوب الصين بالهند عبر بنغلاديش وميانمار

بالإضافة إلى ذلك، يربط طريق الحرير البحري الساحل الصيني بالبحر الأبيض المتوسط عبر سنغافورة وماليزيا، والمحيط الهندي، والبحر العربي، ومضيق هرمز.

اعتبارات خاصة: أهمية مبادرة الحزام والطريق (OBOR) للصين

تعتبر مبادرة الحزام والطريق (OBOR) ذات أهمية كبيرة للصين، حيث تهدف إلى تعزيز النمو المحلي وتعد جزءًا من استراتيجية البلاد للدبلوماسية الاقتصادية. من خلال ربط المناطق الحدودية الأقل تطورًا مثل شينجيانغ بالدول المجاورة، تتوقع الصين زيادة النشاط الاقتصادي. من المتوقع أن تفتح مبادرة الحزام والطريق أسواقًا جديدة للبضائع الصينية. كما ستُمكّن القوة الصناعية من السيطرة على طرق فعالة من حيث التكلفة لتصدير المواد بسهولة.

يمكن توجيه أي فائض في القدرة الإنتاجية بشكل فعال إلى المناطق على طول طرق مبادرة الحزام والطريق (OBOR). لقد أعلنت الصين عن استثمارات تزيد عن تريليون دولار في مختلف مشاريع البنية التحتية، وهي تمولها من خلال تقديم قروض منخفضة التكلفة للدول المشاركة.

تدعم العديد من الدول المشاركة، مثل قيرغيزستان وطاجيكستان، مبادرة الحزام والطريق (OBOR) بسبب الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الصين في مشاريع النقل المحلية في هذه الدول. وقد انضمت نيبال، التي لا تطل على البحر، مؤخرًا إلى مبادرة الحزام والطريق من خلال توقيع اتفاقية ستساعدها على تحسين الاتصال عبر الحدود مع الصين. ومن المتوقع أن تستفيد باكستان من الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان (CPEC) الذي تبلغ قيمته 46 مليار دولار، والذي سيربط جنوب غرب الصين بباكستان وعبرها، مما يتيح الوصول إلى طرق بحر العرب.

بينما تواصل الصين الترويج لمبادرة الحزام والطريق (OBOR) كمشروع شامل للتنمية الإقليمية، ترى دول أخرى أنها خطوة استراتيجية من قبل هذه القوة الآسيوية لتحقيق الأهمية والسيطرة على المستوى الإقليمي ولتلعب دورًا أكبر على المستوى العالمي من خلال بناء شبكة تجارية تركز على الصين والسيطرة عليها.

تعتبر الصين هذه المبادرة فرصة للظهور كقائد إقليمي. في المستقبل، قد نشهد زيادة في استخدام اليوان الصيني في منطقة الحزام والطريق.