ما هي الاقتصاديات المغلقة ولماذا لا توجد أي منها اليوم؟

ما هي الاقتصاديات المغلقة ولماذا لا توجد أي منها اليوم؟

(الاقتصاديات المغلقة : closed economies)

ما هي الاقتصاد المغلق؟

عادةً ما تشير "الاقتصاد المغلق" إلى بلد لا يتاجر أو يشارك في تبادلات مالية مع أي بلد آخر. وهذا يعني أنه لا توجد واردات تدخل إلى البلد ولا صادرات تخرج منه. الهدف من الاقتصاد المغلق هو تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل، حيث يتم توفير كل ما يحتاجه المستهلكون المحليون من داخل حدود البلد نفسه. في عالم اليوم المتصل، تعتبر الاقتصادات المغلقة مفهومًا نظريًا أكثر من كونها واقعًا، على الرغم من أن بعض الاقتصادات تكون أكثر انغلاقًا من غيرها.

النقاط الرئيسية

  • يشير الاقتصاد المغلق إلى بلد ينتج جميع السلع والخدمات الخاصة به ولا يشارك في التجارة الدولية.
  • الاقتصادات المغلقة تكاد تكون غير موجودة اليوم، على الرغم من أن بعض الدول تقترب أكثر من غيرها من تحقيق ذلك.
  • حتى في البلدان ذات الاقتصادات المفتوحة نسبيًا، قد تقوم الحكومات بإغلاق قطاع أو صناعة معينة أمام المنافسة الدولية من خلال استخدام الحصص والإعانات والتعريفات الجمركية، وهي ممارسة تُعرف غالبًا باسم الحماية الاقتصادية.

لماذا لا توجد اقتصادات مغلقة حقيقية اليوم؟

يشير الاتجاه نحو العولمة في العقود الأخيرة إلى أن الحكومات أصبحت أكثر انفتاحًا على المشاركة في التجارة الدولية.

الاقتصادات المغلقة تتعارض مع النظرية الاقتصادية الحديثة، التي تشجع على فتح الأسواق المحلية للتجارة الدولية للاستفادة من المزايا النسبية، وذلك لتحقيق الفائدة المثلى لجميع المواطنين. من خلال تخصيص العمل والموارد الأخرى لأكثر العمليات إنتاجية وكفاءة، يمكن للشركات والأفراد زيادة ثرواتهم، وفقًا لما تقوله النظرية.

بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، "تنمو الاقتصادات المفتوحة نسبيًا بشكل أسرع من تلك المغلقة نسبيًا، وتكون الرواتب وظروف العمل عمومًا أفضل في الشركات التي تتاجر مقارنة بتلك التي لا تتاجر. كما أن المزيد من الازدهار والفرص حول العالم يساعد أيضًا في تعزيز الاستقرار والأمن بشكل أكبر للجميع."

على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن الحفاظ على اقتصاد مغلق بشكل حقيقي يعد أمرًا صعبًا في المجتمع الحديث، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المواد الخام تلعب دورًا حيويًا في الحياة اليومية وفي إنتاج السلع النهائية. العديد من الدول التي تعتبر قوى عظمى في مجال التصنيع والتصدير لا تمتلك جميع المواد الخام الضرورية محليًا، وليس لديها خيار سوى استيرادها.

على سبيل المثال، في عام 2023، وفقًا لموقع World's Top Exports، وهو موقع بحثي وتعليمي مستقل، كانت أكبر خمس دول مستوردة للـنفط الخام هي:

  1. الصين: 336.5 مليار دولار (24.8% من الإجمالي)
  2. الولايات المتحدة: 172.4 مليار دولار (12.7%)
  3. الهند: 140.1 مليار دولار (10.3%)
  4. كوريا الجنوبية: 86.2 مليار دولار (6.3%)
  5. اليابان: 81.1 مليار دولار (6%)

في الواقع، تعد الولايات المتحدة مستورداً ومصدراً للنفط الخام في نفس الوقت، حيث تستورد حوالي 6.28 مليون برميل يومياً من دول أخرى، بينما تصدر في الوقت نفسه حوالي 3.58 مليون برميل يومياً (اعتباراً من عام 2022)، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

مثال أكثر دراماتيكية، الآن وفي المستقبل، قد يكون الليثيوم، وهو معدن أصبح جزءًا لا يتجزأ من إنتاج البطاريات التي تشغل المركبات الكهربائية. الولايات المتحدة والعديد من الدول الصناعية الأخرى لديها احتياطيات محدودة جدًا من الليثيوم ويجب أن تعتمد على الآخرين لتوفير احتياجاتها. في الواقع، أستراليا وأمريكا اللاتينية والصين شكلت مجتمعة 98% من إنتاج الليثيوم في العالم في عام 2020، وفقًا لشركة McKinsey & Co.

لماذا إغلاق الاقتصاد؟

على الرغم من أن الاقتصادات المغلقة تمامًا غير موجودة فعليًا اليوم، إلا أن الحكومات قد تغلق قطاعًا أو صناعة معينة من اقتصادها أمام المنافسة الدولية. على سبيل المثال، لدى بعض الدول المنتجة للنفط تاريخ في منع الشركات البترولية الأجنبية من ممارسة الأعمال التجارية داخل حدودها.

الحجة لصالح الاقتصاد المغلق جزئيًا هي أن الاقتصاد المفتوح بالكامل يواجه خطر الاعتماد المفرط على الواردات، مما يؤدي إلى اختلال شديد في ميزان التجارة.

قد يعاني المنتجون المحليون لأنهم لا يستطيعون المنافسة بأسعار دولية منخفضة. لذلك، قد تستخدم الحكومات أدوات التحكم في التجارة مثل التعريفات الجمركية، والإعانات، والحصص لدعم الشركات المحلية. وغالبًا ما يُشار إلى هذه السياسة باسم الحمائية.

على سبيل المثال، فرضت الولايات المتحدة، التي تتمتع بتعريفات جمركية منخفضة نسبيًا بشكل عام، تعريفة بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألمنيوم في عام 2018، وذلك بحجة حماية المنتجين المحليين من المنافسة الأجنبية غير العادلة، خاصة من الصين. وفي عام 2022، تم تعديل هذه القواعد.

قياس مدى انغلاق الاقتصاد

إحدى الطرق لتقييم مدى انفتاح أو انغلاق الاقتصاد هي قياس الواردات والصادرات للبلد كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي (GDP).

وفقًا لهذا المقياس، قد تكون دولة السودان الأفريقية صاحبة الاقتصاد الأكثر انغلاقًا اليوم. باستخدام الأرقام المتاحة مؤخرًا، تمثل الواردات 1.0% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للسودان، بينما تمثل الصادرات 1.2%. بالمقارنة، في الولايات المتحدة، تبلغ هذه النسب 15.4% و11.6% على التوالي.

ماذا يعني ميزان التجارة؟

يشير مصطلح الميزان التجاري إلى قيمة واردات الدولة مقارنة بقيمة صادراتها. الدولة التي تستورد أكثر مما تصدر سيكون لديها عجز تجاري، بينما الدولة التي تصدر أكثر مما تستورد سيكون لديها فائض تجاري.

ما الفرق بين التعريفة الجمركية والحصة؟

التعريفة الجمركية تفرض ضريبة على سلعة معينة قادمة من بلد آخر، بينما يحدد الحصص الكمية المسموح بها من تلك السلع.

ما هو الدعم التجاري؟

الدعم التجاري هو فائدة مالية تقدمها الحكومة لشركة أو صناعة بهدف جعل منتجاتها أكثر تنافسية في الأسواق المحلية والدولية. يمكنك معرفة المزيد عن الدعم من خلال هذا الرابط.

الخلاصة

لا يبدو أن هناك أي دولة اليوم تمتلك اقتصادًا مغلقًا تمامًا. لكن بعض الدول تكون أكثر انغلاقًا من غيرها. تعتمد الدول ذات الاقتصادات المغلقة نسبيًا بشكل أقل على الواردات والصادرات مقارنة بتلك التي لديها اقتصادات أكثر انفتاحًا، حيث تحاول إنتاج السلع والخدمات التي تحتاجها من داخل حدودها. يعتقد الاقتصاديون عمومًا أن الاقتصادات المفتوحة نسبيًا تكون أكثر فائدة لمواطنيها، وللعالم بشكل عام، من الاقتصادات المغلقة نسبيًا.