ما هو تحليل النطاق المعاد تحجيمه؟
تحليل النطاق المعاد تحجيمه هو تقنية إحصائية تُستخدم لتحليل الاتجاهات في سلسلة زمنية. تم تطويره من قبل عالم الهيدرولوجيا البريطاني هارولد إدوين هيرست للتنبؤ بالفيضانات على نهر النيل. وقد استخدمه المستثمرون للبحث عن الدورات والأنماط والاتجاهات في أسعار الأسهم والسندات التي قد تتكرر أو تنعكس في المستقبل.
النقاط الرئيسية
- يقوم تحليل النطاق المعاد تحجيمه بفحص سلسلة البيانات لتحديد الاتجاهات المستمرة أو الميل للعودة إلى المتوسط داخل تلك البيانات.
- يمكن استخدام النطاق المعاد تحجيمه لحساب أس الأوست، والذي يمكنه استقراء قيمة مستقبلية أو متوسط للبيانات.
- يتراوح مؤشر هيرست بين الصفر والواحد.
- عندما يكون الأس Hurst أكبر من 0.5، فإن البيانات تظهر اتجاهًا طويل الأمد قويًا، وعندما يكون H أقل من 0.5، فإن احتمال انعكاس الاتجاه يكون أكبر.
فهم تحليل النطاق المعاد تحجيمه
يمكن استخدام تحليل النطاق المعاد تحجيمه للكشف عن وتقييم مقدار الاستمرارية أو العشوائية أو العودة إلى المتوسط في بيانات السلاسل الزمنية للأسواق المالية. لا تتبع أسعار الصرف وأسعار الأسهم مسارًا عشوائيًا، أو مسارًا غير متوقع، كما لو كانت تغييرات الأسعار مستقلة عن بعضها البعض. بعبارة أخرى، الأسواق ليست فعالة تمامًا، مما يعني أن هناك فرصًا للمستثمرين للاستفادة منها.
إذا كان هناك اتجاه قوي في البيانات، فسيتم التقاطه بواسطة أس الأرسط (Hurst exponent)، والذي يمكن استخدامه أيضًا في تقييم صناديق الاستثمار المشتركة. يُعرف أس الأرسط أيضًا بمؤشر الاعتماد طويل المدى، ويمكنه استقراء قيمة مستقبلية أو متوسط للبيانات.
يتراوح مؤشر هيرست بين الصفر والواحد، ويقيس الاستمرارية، العشوائية، أو العودة إلى المتوسط. السلاسل الزمنية التي تظهر عملية عشوائية تصادفية لديها مؤشرات هيرست قريبة من 0.5. عندما يكون مؤشر هيرست أكبر من 0.5، فإن البيانات تظهر اتجاهًا طويل الأمد قويًا، وعندما يكون مؤشر هيرست أقل من 0.5، فمن المحتمل أن تعكس الاتجاه خلال الإطار الزمني المعتبر.
تُعرف الأسس H التي تقل عن 0.5 أيضًا باسم تأثير جوزيف، في إشارة إلى القصة التوراتية عن سبع سنوات من الوفرة تليها سبع سنوات من المجاعة. من المحتمل أن تتبع القيم المنخفضة قيمًا عالية، أو العكس.
النطاق المعاد تحجيمه ومعامل هيرست
تحليل النطاق المعاد تحجيمه يقيم كيف تتغير تقلبات بيانات السلاسل الزمنية مع طول الفترة الزمنية التي يتم النظر فيها. يتم حساب النطاق المعاد تحجيمه عن طريق قسمة النطاق (القيمة القصوى مطروحًا منها القيمة الدنيا) لنقاط البيانات المعدلة بالمتوسط التراكمي (مجموع كل نقطة بيانات مطروحًا منها متوسط السلسلة الزمنية) على الانحراف المعياري للقيم على نفس الجزء من السلسلة الزمنية.
مع زيادة عدد الملاحظات في سلسلة زمنية، يزداد النطاق المعاد تحجيمه. من خلال رسم هذه الزيادات كلوغاريتم R/S مقابل لوغاريتم n، يمكن تحديد ميل هذا الخط، وهو ما يُعرف بمعامل هيرست، H.
أمثلة على كيفية استخدام تحليل النطاق المعاد تحجيمه
يمكن استخدام أسّ هيرست في استراتيجيات الاستثمار في التداول بالاتجاه. سيبحث المستثمر عن الأسهم التي تظهر استمرارية قوية. هذه الأسهم سيكون لديها قيمة H أكبر من 0.5. يمكن إقران قيمة H أقل من 0.5 مع المؤشرات الفنية لاكتشاف انعكاسات الأسعار. على سبيل المثال، من أجل توقيت استثماراتهم، قد يبحث المستثمر القيمي عن الأسهم التي لديها H أقل من 0.5 والتي كانت أسعارها تتراجع لبعض الوقت.
يهدف التداول بناءً على عودة المتوسط إلى الاستفادة من التغيرات الكبيرة في سعر الورقة المالية، بناءً على الافتراض بأنها ستعود إلى حالتها السابقة. يستخدم المتداولون الخوارزميون الأس (H) للتكهن باستراتيجيات السلاسل الزمنية التي تعود إلى المتوسط مثل تداول الأزواج، حيث يكون الفارق بين أصلين قابلًا للعودة إلى المتوسط.
يوضح الرسم البياني التالي متوسط متحرك لفترة 15 (moving average) لمؤشر هيرست استنادًا إلى الرسم البياني لسعر SPDR S&P 500 (SPY). يمكن تعديل المتوسط المتحرك، حيث يؤدي استخدام متوسط متحرك أطول إلى تخفيف التقلبات.
بالنسبة للمتداولين الذين يرغبون في الشراء خلال اتجاه صعودي في السعر، يمكنهم البحث عن فرص حيث يكون H أعلى من 0.5 والسعر يتحرك صعودًا. عند استخدام المؤشر بهذه الطريقة، فإنه لن يوفر بالضرورة إشارات تداول، ولكنه يمكن أن يساعد في تقديم تأكيد لإشارات تداول أخرى بناءً على الاتجاه.
لن يوفر المؤشر دائمًا إشارات جيدة. من المهم أيضًا ملاحظة أن القيم العالية لـ H عندما يكون السعر في انخفاض تشير إلى مزيد من الانخفاضات في السعر، مما قد يجعل المؤشر مربكًا بعض الشيء عند استخدامه لأول مرة.
الفرق بين تحليل النطاق المعاد تحجيمه وتحليل الانحدار
تحليل النطاق المعاد تحجيمه ينظر إلى سلسلة البيانات ويحدد الاتجاهات المستمرة أو الميل للعودة إلى المتوسط داخل تلك البيانات. الانحدار الخطي ينظر إلى متغيرين، مثل السعر والوقت، ويجد نقطة الوسط أو خط الانحدار الأفضل لسلسلة البيانات. بعد ذلك، يمكن إضافة قنوات الانحراف المعياري لإظهار متى قد يكون الأمان مبالغًا في شرائه أو بيعه بناءً على سلسلة البيانات. الانحدار الخطي هو جزء من المجال الأكبر لـ تحليل الانحدار.
قيود تحليل النطاق المعاد تحجيمه
لأغراض التداول، يُعتبر النطاق المعاد تحجيمه هو النطاق المعدل مقسومًا على الانحراف المعياري. تعتمد هذه الحسابات على البيانات السابقة وليست تنبؤية بطبيعتها. يعود الأمر للمتداول في تفسير المعلومات التي يوفرها النطاق المعاد تحجيمه أو أس الأثر (Hurst exponent).
للأغراض التجارية، قد يعمل مؤشر هيرست، الذي يُشتق من النطاق المعاد تحجيمه، في بعض الأحيان، لكنه لا يعمل طوال الوقت. قد يتم عكس اتجاه السعر القوي بشكل حاد، وهو ما لم يتوقعه المؤشر. كما أن الانعكاسات التي يشير إليها المؤشر قد لا تتطور أيضًا.